تراب دافـــئ

سأنقب عن وجوه
تنظر للخلف
وعن غفلة
وعن شوارع بمقاس المشوار الواحد
ما كنا ربطنا حزم المواريثِ
من أمهات الكتبِ
كان المخزنجيَّ يغطس
فى تراب الثورات
كى يخرج لنا أولياء طيبين
وممالك
ويتركنا منكبين
على صحون الأزمنةِ
كان زرياب يغني بدون تختِ عراقي
** كيمياء النشوة يا عصب الحلق**
غنَّ يا زرياب
فتت الوجع الأسمنتي
هنا الجرح بالمتر هنا
كم صيفٍ وناره بردت ـ وبردنا
لم نقاوم هجمات الشحوب
هبت رائحة التنوير
لم تزكمنا مثلما اعتقدنا
فالمنور
كان يدهس شجر الظلام المثمر
لم يتركنا نغزل صوف المحبة بأرجلنا
ونسينا الغائب
ربما نفض من على لحده
باقة الورد العسكريةَ
وأخرج لنا يده
وأعطانا اسمه الحقيقي
لما انتهينا
ولدت أطفال صالحة للبكاء
ونمت بيوت على بيوت
وسكنتنا الرغبة
هكذا وقعت واقعة الدراويش
وتدفقت ماكينة اليقظة
ـ اليقظة فقط
فلربما نموت
ونحن على فراغنا
فلا تحضننا الأرض الرءوم
ويلمنا مخزن كبير
كبير كهذا